اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَفَعَلۡتَ فَعۡلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلۡتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (19)

قوله :

«وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ » . قرأ الشعبي : «فِعْلَتَك » بالكسر على الهيئة{[36978]} ، لأنها نوع من القتل{[36979]} ، وهي الوَكْزَةُ { وَأَنتَ مِنَ الكافرين } . يجوز أن يكون حالاً{[36980]} . قال ابن عباس : أي : وأنت من الكافرين لنعمتي أي{[36981]} : وأنت إذ ذاك ممن تكفرهم الساعة ، وقد افترى عليه أو جهل أمره ؛ لأنه كان يعاشرهم بالتَّقيَّة{[36982]} ، فإن الكفر غير جائز على الأنبياء قبل النبوة{[36983]} . ويجوز أن يكون مستأنفاً{[36984]} ، ومعناه وأنت ممن عادته كفران النعم ، ومن كانت هذه حاله لم يستبعد منه قتل خواص ولي نعمه{[36985]} . وقيل : «مِنَ الكَافِرين » بفرعون وإلاهيَّته ، أو من الذين يكفرون في دينهم ، فقد كانت لهم آلهة يعبدونها{[36986]} بدليل قوله : { وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ } [ الأعراف : 127 ]


[36978]:معاني القرآن للفراء 2/279، المختصر (106)، المحتسب 2/127، تفسير ابن عطية 11/97، البحر المحيط 7/10.
[36979]:في ب: لا سيما من قتل. وهو تحريف.
[36980]:انظر الكشاف 3/100، البحر المحيط 7/10.
[36981]:في ب: أو.
[36982]:أي: يظهر لهم خلاف ما يبطن.
[36983]:انظر الفخر الرازي 24/125.
[36984]:انظر البحر المحيط 7/10.
[36985]:انظر الفخر الرازي 24/125.
[36986]:المرجع السابق.