اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِي كُلِّ وَادٖ يَهِيمُونَ} (225)

ثم بيَّن أنَّ ذلك لا يمكن القول به لأمرين :

الأول :{ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ } والمراد منه : الطرق المختلفة ، كقولك : أنا في واد وأنت في واد ، وذلك بأنهم قد يمدحون الشيء بعد أن ذمّوه ، وبالعكس ، وقد يعظمونه{[38108]} بعدما يستحقرونه{[38109]} وبالعكس وذلك يدل على أنهم لا يطلبون بشعرهم الحق ولا الصدق ، بخلاف أمر محمد - عليه السلام{[38110]} - فإنه من أول أمره إلى آخره بقي على طريق واحد ، وهو الدعوة إلى الله ، والترغيب في الآخرة ، والإعراض عن الدنيا .

/خ226


[38108]:في ب: يعظموه.
[38109]:في ب: يستحقروه.
[38110]:في ب: عليه الصلاة والسلام.