اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّـٰجِدِينَ} (219)

قوله : «وَتَقَلُّبَكَ » . عطف على مفعول «يَرَاكَ » أي : ويرى تَقَلُّبَكَ ، وهذه قراءة{[38082]} العامة . وقرأ{[38083]} جناح بن حبيش بالياء من تحت مضمومة ، وكسر اللام ، ورفع الباء{[38084]} ، جعله فعلاً ، مضارع ( قَلَّبَ ) بالتشديد ، وعطفه على المضارع قبله ، وهو «يَرَاكَ » أي : الذي يُقَلِّبُكَ .

فصل :

معنى{[38085]} تقلبه أي : تقلبك في صلاتك في حال قيامك وركوعك وسجودك وقعودك ، قال عكرمة وعطية عن ابن عباس : «فِي السَّاجِدِينَ » أي : في المصلين{[38086]} .

وقال مقاتل والكلبي : أي : مع المصلين في الجماعة ، أي : يراك حين تقوم وحدك للصلاة ، ويراك إذا صليت مع المصلين جماعة{[38087]} .

وقال مجاهد : يرى تقلب بصرك في المصلين ، فإِنَّهُ كان يبصر من خلفه كما يبصر من أمامه{[38088]} . قال عليه السلام{[38089]} : «واللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ ولا رُكُوعُكُمْ{[38090]} ، وإِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي »{[38091]} . وقال الحسن : «تقلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ » أي : تصرفك وذهابك ومجيئك في أصحابك المؤمنين{[38092]} . وقال سعيد بن جبير : يعني : وتصرّفك في أحوالك كما كانت الأنبياء من قبلك . والسَّاجدون : هم الأنبياء{[38093]} .

وقال عطاء عن ابن عباس : أراد : وتقلبك في أصلاب الأنبياء من نبي إلى نبي حتى أخرجك في هذه الأمة{[38094]} .


[38082]:انظر البحر المحيط 7/47.
[38083]:في ب: فصل وقرأ.
[38084]:المختصر (108)، البحر المحيط 7/47.
[38085]:في ب: منى. وهو تحريف.
[38086]:انظر البغوي 6/249.
[38087]:انظر البغوي 6/250.
[38088]:المرجع السابق.
[38089]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[38090]:في ب: ركوعكم ولا خشوعكم.
[38091]:أخرجه البخاري (صلاة) 1/84، (أذان) 1/136، مسلم (صلاة) 1/319، الموطأ (سفر) 1/167، أحمد 2/303، 365، 375.
[38092]:انظر البغوي 6/250.
[38093]:انظر البغوي 6/250-251.
[38094]:انظر البغوي 6/251.