اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَنَّهُمۡ يَقُولُونَ مَا لَا يَفۡعَلُونَ} (226)

والثاني :{ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } .

وذلك أيضاً من علامات الغواية ، فإنهم يرغِّبُون في الجود ، ويرغبون عنه ، وينفرون عن البخل ويصيرون إليه ، ويقدحون في الناس بأدنى شيء صدر عنهم وعن واحد من أسلافهم . ثم إنهم لا يرتكبون إلا الفواحش ، وذلك يدل على الغواية والضلالة ، وأما محمد - عليه السلام{[38111]} - فإنه بدأ بنفسه { فَلاَ{[38112]} تَدْعُ مَعَ الله إلها آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ المعذبين } [ الشعراء : 213 ] ثم بالأقرب فالأقرب فقال : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين } [ الشعراء : 214 ] وكل ذلك خلاف طريقة الشعراء ، فظهر بهذا البيان أنَّ حال محمد - عليه السلام{[38113]} - لم يشبه حال الشعراء{[38114]} .

/خ226


[38111]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[38112]:في النسختين: ولا.
[38113]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[38114]:انظر الفخر الرازي 24/175-176.