قوله : { وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ الله } في فاعل «صَدَّ » ثلاثة أوجه :
أحدها : ضمير الباري{[39055]} .
والثاني : ضمير سليمان{[39056]} ، أي منعها ما كانت تعبد من دون الله ، وهو الشمس ، وعلى هذا ف { مَا كَانَتْ تَعْبُدُ } منصوب على إسقاط الخافض ، أي : وصدّها الله أو سليمان عما كانت تعبدُ من دون الله ، قاله الزمخشري{[39057]} مجوزاً له . وفيه نظر من حيث إن حذف الجار ضرورة ، كقوله :
3965 - تَمُرُّونَ الدِّيَارَ فَلَمْ تَعُوجُوا{[39058]} *** . . .
كذا قاله أبو حيان{[39059]} ، وقد تقدم آيات كثيرة من هذا النوع .
الثالث : أن الفاعل هو «ما كانت » أي : صدها ما كانت تعبد عن الإسلام{[39060]} ، ( أي : صدها عبادة الشمس عن التوحيد ){[39061]} . والظاهر أنّ الجملة من قوله : «وصدّها » معطوفة على قوله «وأُوتِينَا »{[39062]} . وقيل : هي حال من قوله : أم تكون من الذين و ( قد ) مضمرة ، وهذا بعيد جداً{[39063]} . وقيل : هو مستأنف إخباراً من الله تعالى بذلك{[39064]} .
قوله : { إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ } يعبدون الشمس ، والعامة على كسر «إنّها » استئنافاً وتعليلاً : وقرأ سعيد بن جبير وأبو حيوة بالفتح{[39065]} ، وفيها وجهان :
أحدهما : أنها بدل من { مَا كَانَتْ تَعْبُدُ } أي : وصدّها «أنّها كانت »{[39066]} .
والثاني : أنها على إسقاط حرف العلة ، أي : لأنّها{[39067]} ، فهي قريبة من قراءة العامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.