السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعۡبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ إِنَّهَا كَانَتۡ مِن قَوۡمٖ كَٰفِرِينَ} (43)

واختلف في فاعل قوله عز وجل : { وصدّها ما كانت تعبد من دون الله } على ثلاثة أوجه : أحدها : ضمير البارئ تعالى ، الثاني ضمير سليمان عليه السلام ، أي : منعها ما كانت تعبد من دون الله وهو الشمس ، وعلى هذا فما كانت تعبد منصوب على إسقاط الخافض ، أي : وصدّها الله تعالى أو سليمان عما كانت تعبد من دون الله قاله الزمخشريّ مجوزاً له ، قال أبو حيان وفيه نظر من حيث إنّ حذف الجار ضرورة كقوله :

تمرّون الديار فلم تعوجوا *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقد تقدم آيات كثيرة من هذا النوع ، والثالث : أنّ الفاعل هو ما كانت أي : صدّها ما كانت تعبد عن الإسلام أي : صدّها عبادة الشمس عن التوحيد وقوله تعالى : { إنها كانت من قوم كافرين } استئناف أخبر الله تعالى أنها كانت من قوم يعبدون الشمس ، فنشأت بينهم ولم تعرف العبادة ولم تعرف إلا عبادة الشمس .