اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَتَوَاصَوۡاْ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ} (53)

قوله : «أَتَواصَوا بِه » الاستفهام للتعجب والتوبيخ والضمير في «بِهِ » يعود على القول المدلول عليه بقَالُوا ، أي أتواصى الأولون والآخرون بهذا القول المتضمن كساحر أو مجنون ؟ . والمعنى : كيف اتفقوا على قول واحد كأنهم تواطؤوا عليه ، وقال بعضهم لبعض : لا تقولوا إلا هذا وأوصى أولهم آخرَهم بالتكذيب . ثم قال : لم يكن ذلك لتواطُؤ قولٍ وإنما كان لمعنى جامع وهو أن الكُلّ أترفوا فاستغنوا فنَسُوا الله وطغوا فكذبوا رُسُلَهُ{[53002]} ، قال ابن عباس - ( رضي الله عنهما{[53003]} - ) حملهم الطغيان فيما أعطيتهم ووسعت عليهم على تكذيبك .


[53002]:وانظر في هذا كله تفسير الفخر الرازي 28/229 و230.
[53003]:زيادة من أ.