اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلطُّورِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الطور مكية وهي تسع وأربعون آية ، وثلاثمائة واثنتي{[1]} عشرة كلمة ، وألف وخمسمائة حرف{[2]} .

بسم الله الرحمان الرحيم

قوله تعالى : { والطور } وما بعده أقسام جوابها { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } والواوات{[53050]} التي بعد الأولى عواطف لا حروف قسم كما تقدم في أول هذا الكتاب عن الخليل .

ونكر الكتابَ تفخيماً وتعظيماً .

فصل

مناسبة هذه السورة لما قبلها من حيث الافتتاح بالقسم وبيان الحشر فيهما ، وأول هذه السورة مناسب لآخر ما قبلها ، لأن في آخرها قوله تعالى : { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ الذي يُوعَدُونَ } [ الذاريات : 60 ] وفي أول هذه السورة { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ الطور : 11 ] وفي آخر تلك السورة قوله : { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً } [ الذاريات : 59 ] ؛ وذلك إشارة إلى العذاب ، وقال هَهُنَا : إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ .

فصل

قيل : المراد بالطور الجبل الذي كلم الله عليه موسى - عليه الصلاة والسلام - بالأرض المقدسة ، أقسم الله به . وقيل : هو الجبل الذي قال الله تعالى : { وَطُورِ سِينِينَ } [ التين : 2 ] . وقيل : هو اسم جنس .

/خ6


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[2]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/605) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
[53050]:كذا في (أ) وفي (ب) والواو الذي بعد الأولى.