اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ} (5)

وقوله تعالى : { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } : جواب «إذا » ، والمعنى : ما قدمت من عمل صالح ، أو شيء ، أو أخرت من سيئة أو حسنة . وقيل : ما قدمت من الصدقات وأخرت من التركات على ما تقدم في قوله تعالى : { يُنَبَّأُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } [ القيامة : 13 ] .

والمقصود منه الزجر عن المعصية ، والترغيب في الطاعة .

فإن قيل : أيُّ وقت من القيامة يحصل هذا العلم ؟ .

قال ابنُ الخطيب{[59523]} : أمَّا العلم الإجمالي ، فيحصل في أول زمان الحشر ؛ لأن المطيع يرى آثار السعادة في أول الأمر والعاصي يرى آثار الشقاوة في أول الأمر ، وأمَّا العلم التفصيلي ، فإنما يحصل عند قراءة الكتب ، والمحاسبة .


[59523]:الفخر الرازي 31/71.