اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَيَنقَلِبُ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورٗا} (9)

قوله تعالى : { وَيَنقَلِبُ إلى أَهْلِهِ } في الجنة من الحُورِ العينِ ، والآدميَّات والذريَّات إذا كانوا مؤمنين [ «مَسْرُوراً » أي : مُغْتَبِطَاً قرير العين ]{[59673]} .

قال ابنُ الخطيب{[59674]} : فإن قيل : إنَّ المحاسبة تكون بين اثنين ، وليس في القيامة لأحد مطالبة قبل ربِّه فيحاسبه ؟ .

فالجواب : إن العبد يقول : إلهي ، فعلتُ الطاعة الفلانيَّة ، والربُّ - سبحانه وتعالى - يقول : فعلتَ المعصيَّة الفُلانيَّة ، فكان ذلك من الرب - سبحانه وتعالى - ومن العبد محاسبة ، والدليل أنه - تعالى - خصَّ الكفَّار بأنه لا يكلمهم ، فدل ذلك على أنه يكلم المطيعين ، فتلك المكالمة محاسبة .

قوله : «مَسْرُوراً » : حال من فاعل «يَنْقَلِبُ » .

وقرأ زيد{[59675]} بن علي : «يُقْلَبُ » مبنياً للمفعول من «قلبه » ثلاثياً .


[59673]:سقط من أ.
[59674]:ينظر: الفخر الرازي 31/97.
[59675]:ينظر: البحر المحيط 8/439، والدر المصون 6/498.