مكية في قول أكثر المفسرين ، ذكره الثعلبي ، وحكي الماوردي عكسه .
وذكر الواقديّ : أنها أول سورة نزلت ب " المدينة " ، وهي خمس آيات ، وثلاثون كلمة ، ومائة واثنا عشر حرفا .
قوله تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ } ، أي : القرآن ، أضمر للعلم به { فِي لَيْلَةِ القدر } يجوز أن يكون ظرفاً للإنزال ، والقرآن كله كالسورة الواحدة ، وقال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن } [ البقرة : 185 ] ، وقال : { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } [ الدخان : 3 ] يريد : ليلة القدر .
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : نزل به جبريل - عليه السلام - جملة{[60575]} واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة ، وأملاه جبريل على السَّفرةِ ، ثم كان جبريل ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم منجماً ، وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة{[60576]} .
حكى الماورديُّ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : نزل القرآنُ في شهر رمضان ، وفي ليلة القدر ، وفي ليلة مباركة ، جملة واحدة من عند الله ، من اللوح المحفوظ إلى السَّفرة الكرام الكاتبين في سماء الدنيا ، فنجمته السَّفرة الكرام الكاتبون على جبريل عشرين سنة ، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة{[60577]} .
قال ابن العربي : وهذا باطل ، ليس بين جبريل - عليه السَّلام - وبين الله واسطة ، ولا بين جبريل ومحمد - عليهما السلام - واسطة .
وقيل : المعنى أنزل في شأنها وفضلها ، فليست ظرفاً ، وإنما كقول عمر - رضي الله عنه - : خشيت أن ينزل فيَّ قرآن ، وقول عائشة - رضي الله عنها - : لأنا أحقر في نفسي أن ينزل فيّ قرآن{[60578]} .
وسميت ليلة القدر بذلك ؛ لأن الله يقدر فيها ما يشاء من أمره إلى مثلها من السَّنة القابلة ، من أمر الموت ، والأجل ، والرزق ، وغيره ، ويسلمه إلى مدبرات الأمور ، وهم أربعة من الملائكة : إسرافيل ، وميكائيل ، وعزرائيل ، وجبريل ، عليهم السلام .
وعن ابن عباس أيضاً : إن الله يقضي الأقضية في ليلة نصف شعبان ، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر ، وأما تضييقها بالملائكة قال الخليل : لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة ؛ كقوله تعالى : { وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ } [ الطلاق : 7 ] .
وقيل : سميت بذلك لعظمها ، وشرفها ، وقدرها ، من قولهم : لفلان قدر ، أي : شرف ومنزلة ، قاله الزهري . وقيل : سميت بذلك لأن للطاعة فيها قدراً عظيماً ، وثواباً جزيلاً . وقيل : لأنه أنزل فيها كتاباً ذا قدر ، على رسول ذي قدر ، على أمه ذاتِ قدر ، والقدر : مصدر ، والمراد ما يمضيه الله تعالى من الأمور ، قال الله تعالى : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } [ القمر : 49 ] ، وهو بمعنى القدر ، إلا أنه بالتسكين ، مصدر ، وبالفتح اسم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.