تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{فَبَدَأَ بِأَوۡعِيَتِهِمۡ قَبۡلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسۡتَخۡرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِۚ كَذَٰلِكَ كِدۡنَا لِيُوسُفَۖ مَا كَانَ لِيَأۡخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلۡمَلِكِ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ نَرۡفَعُ دَرَجَٰتٖ مَّن نَّشَآءُۗ وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ} (76)

{ استخراجها } الضمير للسرقة ، أو للسقاية ، أو الصاع يذكر ويؤنث قاله الزجاج { كِدنا } صنعنا ، أو دبرنا ، أو أردنا . .

كادت وكدت وتلك خير إرادة *** لو عاد من لهو الصبابة ما مضى

{ دين الملك } سلطانه " ع " ، أو قضاؤه ، أو عادته ، كان الملك يضاعف غرم السارق ولا يسترقه . { إلا أن يشاء الله } أن يسترق السارق ، أو أن يجعل ليوسف عذراً فيما فعل . { درجات من نشاء } بالتقوى ، أو بإجابة الدعاء ، أو بمكابدة النفس وقهر الشهوة ، أو بالتوفيق والعصمة ، أو بالعمل { وفوق كل } عالم من هو أعلم منه حتى ينتهي إلى الله -تعالى- فيوسف أعلم من إخوته وفوقه من هو أعلم منه ، أو أراد تعظيم العلم أن يحاط به ، أو أن يستصغر العالم نفسه ولا يعجب بعلمه وعرض أخاه لتهمة السرقة إذ لم يجد سبيلاً إلى أخذه إلا بها ، أو كان أخوه يعلم الحال فلم يقع منه موقعاً ، أو أشار بذلك إلى سرقة تقدمت منهم ، أو نبه بجعل بضاعتهم في رحالهم على المخرج من جعل الصواع في رحل أخيهم فتزول بذلك التهمة .