الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَبَدَأَ بِأَوۡعِيَتِهِمۡ قَبۡلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسۡتَخۡرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِۚ كَذَٰلِكَ كِدۡنَا لِيُوسُفَۖ مَا كَانَ لِيَأۡخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلۡمَلِكِ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ نَرۡفَعُ دَرَجَٰتٖ مَّن نَّشَآءُۗ وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ} (76)

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { فبدأ بأوعيتهم } الآية . قال : ذكر لنا أنه كان كلما فتح متاع رجل ، استغفر تأثماً مما صنع ، حتى بقي متاع الغلام ، قال : ما أظن أن هذا أخذ شيئاً . قالوا : بلى ، فاستبره .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { كذلك كدنا ليوسف } قال : كذلك صنعنا ليوسف { ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك } يقول : في سلطان الملك .

قال : كان في دين ملكهم أنه من سرق أخذت منه السرقة ومثلها معها من ماله ، فيعطيه المسروق .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك } يقول : في سلطان الملك .

وأخرج ابن جرير ، عن محمد بن كعب القرظي - رضي الله عنه - في الآية . قال : دين الملك لا يؤخذ به من سرق أصلاً ، ولكن الله تعالى كاد لأخيه ، حتى تكلموا بما تكلموا به فآخذهم بقولهم ، وليس في قضاء الملك .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك } قال : لم يكن ذلك في دين الملك أن يأخذ من سرق عبداً .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر ، عن الكلبي - رضي الله عنه - قال : كان حكم الملك ، أن من سرق ضاعف عليه الغرم .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { إلا أن يشاء الله } قال : إلا بعلة كادها الله ليوسف عليه السلام ، فاعتل بها .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق مالك بن أنس - رضي الله عنه - قال : سمعت زيد بن أسلم - رضي الله عنه - يقول في هذه الآية { نرفع درجات من نشاء } قال : بالعلم . يرفع الله به من يشاء في الدنيا .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { نرفع درجات من نشاء } قال : يوسف وإخوته ، أوتوا علماً . فرفعنا يوسف فوقهم في العلم درجة .

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وفوق كل ذي علم عليم } قال : يكون هذا أعلم من هذا ، وهذا أعلم من هذا ، والله فوق كل عالم .

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال : كنا عند ابن عباس - رضي الله عنهما - فحدث بحديث ، فقال رجل عنده { وفوق كل ذي علم عليم } فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - بئس ما قلت ؛ الله العليم الخبير هو فوق كل عالم .

وأخرج ابن جرير ، عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - قال : سأل رجل علياً - رضي الله عنه - عن مسألة ، فقال فيها .

فقال الرجل : ليس هكذا ، ولكن كذا وكذا ، قال علي - رضي الله عنه - : أحسنت وأخطأت { وفوق كل ذي علم عليم } .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله { وفوق كل ذي علم عليم } قال : علم الله فوق كل عالم .

وأخرج ابن جرير ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - { وفوق كل ذي علم عليم } قال الله أعلم من كل أحد .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن الحسن في الآية قال : ليس عالم إلا فوقه عالم حتى ينتهي العلم إلى الله . منه بدأ وإليه يعود . وفي قراءة عبد الله «وفوق كل عالم عليم » .

وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد وأبو الشيخ ، عن ابن جريج في قوله { وفوق كل ذي علم عليم } قالا : هو ذلك أيضاً ، يوسف وإخوته هو فوقهم في العلم .