{ فبدأ بأوعيتهم قبل وعاءِ أخيه } لتزول الريبة من قلوبهم لو بدئ بوعاء أخيه .
{ ثم استخرجها من وعاء أخيه } قيل عنى السقاية فلذلك أنّث ، وقيل عنى الصاع ، وهو يذكر ويؤنث في قول الزجاج . { كذلك كدنا ليوسُف }{[1518]} فيه وجهان :
أحدهما : صنعنا ليوسف ، قاله الضحاك .
والثاني : دبّرنا ليوسف ، قاله ابن عيسى .
{ ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك } فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : في سلطان الملك ، قاله ابن عباس .
والثاني : في قضاء الملك ، قاله قتادة .
والثالث : في عادة الملك ، قال ابن عيسى : ولم يكن في دين الملك استرقاق من سرق . قال الضحاك : وإنما كان يضاعف عليه الغرم .
{ إلا أن يشاء الله } فيه وجهان :
أحدهما : إلا أن يشاء الله أن يُسْتَرقّ من سرق .
والثاني : إلا أن يشاء الله أن يجعل ليوسف عذراً فيما فعل .
{ نرفع درجات من نشاء } قال زيد بن أسلم : يعني في الدنيا بالعلم .
{ وفوق كل ذي علم عليم } أي فوق كل عالم من هو أعلم منه حتى ينتهي ذلك إلى الله تعالى ، قاله قتادة . وقال عكرمة : علم الله فوق كل ذي علم .
فإن قيل : فلم عرض [ يوسف ] أخاه أن يكون متهما بالسرقة ؟
قيل عن هذا ثلاثة أجوبة : أحدها أنه أراد أن ينتزعه منهم بواجب عندهم فلم يجد إلى ذلك سبيلا ما صنع . والثاني أن أخاه كان يعلم بالحال فلم يقع ذلك منه موقعا مؤلما ولم يكن على يوسف في ذلك حرج . والثالث أنه لما كان جعل بضاعتهم في رحالهم وهم لا يشعرون تنبيها على أنه قد يجوز أن يجعل الصواع في رحل أخيهم وهم لا يعلمون جعل لهم مخرجا من هذه التهمة ، فزال عنه الحرج .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.