تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمۡ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحۡلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلۡعِيرُ إِنَّكُمۡ لَسَٰرِقُونَ} (70)

{ بجَهازهم } الطعام وحمل البعير لأخيهم { السقاية } والصواع واحد " ع " ، وكل شيء يشرب فيه فهو صواع ، قال :

نشرب الخمر بالصواع جهارا *** وترى المتك بيننا مستعارا

وكان إناء الملك الذي يشرب فيه من فضة ، أو ذهب ، كال به طعامهم مبالغة في إكرامهم ، أو هو المكوك العادي الذي تلتقي طرفاه . { أذَّن } نادى مناد { العير } الرفقة ، أو الإبل المرحولة المركوبة . { لسارقون } جعْل السقاية في رحل أخيه عصيان ، فعله الكيّال ولم يأمر به يوسف ، أو فعله يوسف فلما فقد الكيال السقاية ظن أنهم سرقوها فقال : { إنكم لسارقون } ، أو كانت خطيئة ليوسف جوزي عليها بقولهم : { إن يسرق فقد سرق أخ له } [ 77 ] أو كان النداء بأمر يوسف وعني بالسرقة سرقتهم ليوسف من أبيه وذلك صدق ، لأنهم كالسارق لخيانتهم لأبيهم .