جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَبَدَأَ بِأَوۡعِيَتِهِمۡ قَبۡلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسۡتَخۡرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِۚ كَذَٰلِكَ كِدۡنَا لِيُوسُفَۖ مَا كَانَ لِيَأۡخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلۡمَلِكِ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ نَرۡفَعُ دَرَجَٰتٖ مَّن نَّشَآءُۗ وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ} (76)

{ فَبَدَأَ } : المؤذن أو يوسف بعد ما ردوا إليه ، { بِأَوْعِيَتِهِمْ } فتشها أولا ، { قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ } :{[2440]}من أبويه ، { ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ } : مثل ذلك الكيد ، { كِدْنَا لِيُوسُفَ } : بأن علمناه إياه ، { مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ } فإن دين ملك مصر الضرب والتغريم في السارق دون الاسترقاق ، { إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ } ، أي : لم يتيسر له أخذه في دين الملك بحال من الأحوال إلا في حال مشيئة الله تعالى بأن أجرى على ألسنة إخوته أن السارق الاسترقاق فوجد السبيل إلى ذلك وجاز أن يكون منقطعا{[2441]} ، { نرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء } : بالعلم كما رفعنا درجة يوسف { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } : حتى ينتهي العلم إلى الله تعالى .


[2440]:قال قتادة: ذكر لنا أنه كان لا يفتح متاعا ولا ينظر في وعاء إلا استغفر الله تأثما قذفهم به حتى إذا لم يبق إلا رحل بنيامين قال: ما أظن هذا أخذه، فقال إخوته: والله لا نترك حتى تنظر في رحله فإنه أطيب لنفسك ولأنفسنا فلما فتحوا متاعه استخرجوه منه فذلك قوله: "ثم استخرجها" الآية / 12 وجيز.
[2441]:أي: لكن أخذه بمشيئة الله تعالى وإذنه /12 منه.