تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَبَدَأَ بِأَوۡعِيَتِهِمۡ قَبۡلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسۡتَخۡرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِۚ كَذَٰلِكَ كِدۡنَا لِيُوسُفَۖ مَا كَانَ لِيَأۡخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلۡمَلِكِ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ نَرۡفَعُ دَرَجَٰتٖ مَّن نَّشَآءُۗ وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ} (76)

{ فبدأ } المنادي { بأوعيتهم } ، فنظر فيها ، فلم ير شيئا ، { قبل وعاء أخيه } ، ثم انصرف ولم ينظر في وعاء بنيامين ، فقال : ما كان هذا الغلام ليأخذ الإناء ، قال إخوته : لا ندعك حتى تنظر في وعائه ، فيكون أطيب لنفسك ، فنظر ، فإذا هو بالإناء ، { ثم استخرجها من وعاء أخيه } ، يعنى من متاع أخيه ، وهو أخو يوسف لأبيه وأمه ، { كذلك كدنا } ، يعنى هكذا صنعنا { ليوسف } ، أن يأخذ أخاه خادما بسرقته في دين الملك ، يعنى في سلطان الملك ، فذلك قوله : { ما كان ليأخذ أخاه } ، يعنى ليحبس أخاه ، { في دين الملك } ، يعنى حكم الملك ؛ لأن حكم الملك أن يغرم السارق ضعف ما سرق ثم يترك ، { إلا أن يشاء الله } ذلك ليوسف ، { نرفع درجات من نشاء } ، يعنى فضائل يوسف حين أخذ أخاه ، ثم قال : { وفوق كل ذي علم عليم } آية ، يقول الرب تعالى عالم ، { وفوق كل ذي علم عليم } يقول : يوسف أعلم إخوته .