تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَكَذَٰلِكَ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِيَتَسَآءَلُواْ بَيۡنَهُمۡۚ قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ كَمۡ لَبِثۡتُمۡۖ قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۚ قَالُواْ رَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثۡتُمۡ فَٱبۡعَثُوٓاْ أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمۡ هَٰذِهِۦٓ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ فَلۡيَنظُرۡ أَيُّهَآ أَزۡكَىٰ طَعَامٗا فَلۡيَأۡتِكُم بِرِزۡقٖ مِّنۡهُ وَلۡيَتَلَطَّفۡ وَلَا يُشۡعِرَنَّ بِكُمۡ أَحَدًا} (19)

{ بعثناهم } أيقظناهم ، وكان الكلب قد نام معهم { لَبِثنا يوما } لما أُنيموا أول النهار وبُعثوا آخر نهار آخر قالوا لبثنا يوماً لأنه أطول مدة النوم المعتاد فلما رأوا الشمس لم تغرب قالوا : أو بعض يوم .

{ قالوا ربكم أعلم } لما رأى كبيرهم اختلافهم قال : ذلك ، أو هو حكاية عن الله -تعالى- أنه أعلم بمدة لبثهم . { بورقكم } بكسر الراء وسكونها الدراهم ، وبفتحها الإبل والغنم { أزكى } أكثر ، أو أحل أو خير ، أو أطيب ، أو أرخص . { برزق } يحتمل بما ترزقون أكله ، أو بما يحل أكله { وليتلطَّف } في إخفاء أمركم ، أو ليسترخص فيه دليل على جواز المناهدة وكان الجاهلية يستقبحونها فأباحها الشرع .