جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَكَذَٰلِكَ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِيَتَسَآءَلُواْ بَيۡنَهُمۡۚ قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ كَمۡ لَبِثۡتُمۡۖ قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۚ قَالُواْ رَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثۡتُمۡ فَٱبۡعَثُوٓاْ أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمۡ هَٰذِهِۦٓ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ فَلۡيَنظُرۡ أَيُّهَآ أَزۡكَىٰ طَعَامٗا فَلۡيَأۡتِكُم بِرِزۡقٖ مِّنۡهُ وَلۡيَتَلَطَّفۡ وَلَا يُشۡعِرَنَّ بِكُمۡ أَحَدًا} (19)

{ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ } : كما أنمناهم آية بعثناهم كذلك { لِيَتَسَاءلُوا{[2944]} بَيْنَهُمْ } : ليسأل بعضهم بعضا مدة لبثهم فيعرفوا حالهم فيزداد يقينهم { قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا{[2945]} يَوْمًا أَوْ بَعْضَ {[2946]}يَوْمٍ{[2947]} } فإنه غالب مدة نوم نائم كأنهم دخلوا غدوة وانتبهوا عشية ، { قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ } كأنه حصل لهم بعض تردد في طول مدتهم لطول أظفارهم وأشعارهم { فَابْعَثُوا } يعني لا يصل علمكم إليه فاتركوا المقال وابعثوا { أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ } : فضتكم ، { هَذِهِ } فإنه كان معهم دراهم { إِلَى الْمَدِينَةِ } أي : إلى المدينة التي خرجتم عنها وهي طرسوس { فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا } أي : أهل تلك المدينة { أَزْكَى طَعَامًا } : أحل وأطهر ، فإن في المدينة المؤمن والكافر { فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ } : في الذهاب والإياب والمعاملة حتى لا يطلع على حاله أحد { وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا } : لا يفعلن ما يؤدي إلى شعور أحد بكم .


[2944]:واللام للصيرورة نحو لدوا للموت /12.
[2945]:وفيه دليل على جواز الاجتهاد والقول بالظن الغالب /12 فتح.
[2946]:وقد استدل ابن عباس أن الصحيح أن عددهم سبعة؛ لأنه قال في الآية: "قال قائل منهم كم لبثتم" وهذا واحد، وقالوا في جوابه: "لبثنا يوما أو بعض يوم" وهو جمع و أقله ثلاثة ثم قالوا: "ربكم أعلم بما لبثتم" وهو قول جمع آخرين فصاروا سبعة /12 منه.
[2947]:الظاهر صدور الشك من المسئولين /12.