تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ وَنُقَلِّبُهُمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِۖ وَكَلۡبُهُم بَٰسِطٞ ذِرَاعَيۡهِ بِٱلۡوَصِيدِۚ لَوِ ٱطَّلَعۡتَ عَلَيۡهِمۡ لَوَلَّيۡتَ مِنۡهُمۡ فِرَارٗا وَلَمُلِئۡتَ مِنۡهُمۡ رُعۡبٗا} (18)

{ وتَحسَبُهم أيقاظا } ، لأن أعينهم مفتوحة يتنفسون ولا يتكلمون ، أو لأنهم يقلبون يميناً وشمالاً . { ونُقلّبهم } تقليب النيام لئلا تأكلهم الأرض ، أو كل ستة أشهر على جنب " ع " ، أو لم يقلبوا إلا في التسع بعد الثلاثمائة { وكَلْبُهم } من جملة الكلاب اسمه ' حمران ' أو ' قطمير ' أو هو إنسان طباخ لهم ، أو راعي { بالوصيد } لعله العتبة ، أو الفناء " ع " ، أو الصعيد والتراب ، أو الباب أوالحظيرة . { رُعبا } فزعاً لطول أظفارهم وأشعارهم ولما ألبسوا من الهيبة لئلا يصل إليهم أحد حتى يبلغ الكتاب أجله ، ولما غزا ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - مع معاوية بحر الروم فانتهوا إلى الكهف عزم معاوية أن يدخل عليهم فينظر إليهم ، فقال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - : ليس هذا لك فقد منعه الله -تعالى- من هو خير منك ، فقال : { لو اطّلعت عليهم } الآية فأرسل إليهم جماعة فلما دخلوا الكهف أرسل الله - تعالى – ريحاً فأخرجتهم . قيل كان رئيسهم نبياً اتبعوه وآمنوا به فكان ذلك معجزة له .