قوله : { وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم } [ 19 ] إلى قوله : { إذا أبدا } [ 20 ] .
أي فكما أرقدناهم على هذه الصفة ، كذلك بعثناهم من رقدتهم { ليتساءلوا بينهم } [ 19 ] أي : ليسأل بعضهم بعضا و [ نعرفهم ] {[42426]} عظيم قدرتنا فيهم فيزدادوا بصيرة في أمرهم وفي إيمانهم إذ {[42427]} لبثوا مدة عظيمة من الزمان وهم في هيئهم لم يتغيروا ولا تغيرت ثيابهم {[42428]} .
ثم قال : { قائل منهم كم {[42429]} لبثتم } [ 19 ] .
أي : بعثناهم ليتساءلوا . فتساءلوا فقال : قائل منهم . كم لبثتم ؟ وذلك أنهم استنكروا {[42430]} من أنفسهم طول رقدتهم . { قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم } [ 19 ] {[42431]} .
وهذا يدل على أن الرعب منهم لمن رآهم {[42432]} لم يكن لطول شعورهم وأظفارهم ، إذ لو كان كذلك لعاينوا من أنفسهم أمرا يمنعهم أن يقولوا لبثنا يوما أو بعض يوم . فقال الآخرون : { ربكم أعلم بما لبثتم } [ 19 ] ويجوز أن يكون لما رأوا {[42433]} من طول شعورهم وأظفارهم ما أنكروا { قالوا ربكم أعلم بما لبثتم } [ 19 ] ردوا {[42434]} العلم إلى الله {[42435]} في ذلك [ سبحانه {[42436]} ] .
قال ابن جبير : قال أحدهم : لبثنا يوما ، وقال الآخر : لبثنا نحوه ، فقال كبيرهم : لا تختلفوا ، فإن الاختلاف هلكة { ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة } [ 19 ] يعنون مدينتهم التي خرجوا منها {[42437]} .
قال : ابن عباس : كانت ورقهم كأخفاف الربع ، وهو صغار الإبل {[42438]} ، وقال : إنهم قاموا من رقدتهم جياعا فلبثوا في طلب الطعام .
ومعنى : { أزكى طعاما } [ 19 ] عند عكرمة أكثر {[42439]} ، وهو قول أبي عبيدة {[42440]} . وقال : ابن جبير : أحل ذبيحة ، لأن القوم كانوا مجوسا {[42441]} . وعن ابن عباس { أزكى طعاما } أطهر طعاما {[42442]} . وقال : مقاتل : أزكى طعاما " أطيب طعاما {[42443]} . وقال : قتادة خير طعاما {[42444]} وقيل : أرخص {[42445]} . وعن ابن عباس : أزكى طعاما " أطهره لأنهم كانوا يذبحون الخنازير {[42446]} .
{ فلياتكم برزق منه } [ 19 ] أي : بطعام {[42447]} { وليتلطف } [ 19 ] أي : يرفق { لا يشعرن بكم أحدا } [ 19 ] أي : لا يعلمن {[42448]} بكم أحدا من الناس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.