تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (27)

{ ينقضون عهد الله } النقض : ضد الإبرام ، والميثاق : ما وقع التوثق به ، والعهد : الوصية ، أو الموثق ، فعهده : ما أنزله في الكتب من الأمر والنهي ، ونقض ذلك ، مخالفته ، أو العهد : ذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب ، ونقضه : جحودهم له بعد إعطائهم ميثاقهم { لتبيننه للناس ولا تكتمونه } [ آل عمران :187 ] ، أو العهد : ما جعل في العقول من حجج التوحيد ، وتصديق الرسل - صلوات الله تعالى عليهم وسلامه - بالمعجزات ، أو العهد : الذي أُخذ عليهم يوم الذر إذ أخرجوا من صلب آدم - عليه الصلاة والسلام - ، والضمير في ميثاقه عائد على اسم الله تعالى ، أو على العهد . عُني بهؤلاء المنافقين ، أو أهل الكتاب ، أو جميع الكفار . { ما أمر الله به أن يوصل } هو الرسول ، قطعوه بالتكذيب والعصيان ، أو الرحم والقرابة ، أو هو عام في كل ما أمر بوصله . { ويفسدون في الأرض } بإخافة السبيل ، وقطع الطريق ، أو بدعائهم إلى الكفر . { الخاسرون } الخسار : النقصان ، نقصوا حظوظهم وشرفهم ، أو الخسار : الهلاك ، أو كل ما نسب إلى غير المسلم من الخسار فالمراد به الكفر ، وما نسب إلى المسلم فالمراد به الذنب .