الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (27)

ثمّ وصفهم فقال : { الَّذِينَ يَنقُضُونَ } أي يتركون ويخالفون ، وأصل النقض : الكسر . { عَهْدَ اللَّهِ } أمره الذي عَهِد إليهم يوم الميثاق بقوله تعالى : { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى } [ الأعراف : 172 ] وما عهد إليهم في التوراة أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم [ وضمّنه ] نعته وصفته . { مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ } توكيده وتشديده ، وهو مفعال من الوثيقة . { وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ } يعني الأرحام ، وقيل : هو الإيمان بجميع الرّسل والكتب ، وهو نوع من الصّلة ؛ لأنهم قالوا : { نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ } [ النساء : 150 ] فقطعوا ، وقال المؤمنون : { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } [ البقرة : 285 ] فوصلوا . { وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ } بالمعاصي وتعويق الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن . { أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } : أي المغبونون بالعقوبة وفوت المثوبة ،