فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (27)

{ ينقضون } يفسدون ما أبرموه ، ويتركون العمل به .

{ عهد } أمر ووصى . { ميثاقه } عهده المؤكد باليمين .

{ يقطعون } يهجرون ، ويعقبون ، ويصدون . { يوصل } يرعى .

{ يفسدون } يتلفون ويسيئون .

{ الخاسرون } الذين نقصوا نفوسهم حظها من الفلاح .

{ الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه } وصف القرآن الفاسقين بأنهم الذين يفسدون ما أبرموا من عهد وقد وثقوه وأخذ ربنا عليهم ميثاقه أن يوفوا به وذلك وصية الله تعالى إلى خلقه وأمره إياهم بما أمرهم به من طاعة الله تعالى ونهيه إياهم عما نهاهم عنه من معصيته في كتبه على ألسنة رسله ونقضهم وذلك : ترك العمل به ثم وصفهم ثانيا بأنهم يهجرون ويعقون ويصدون عن الذي أمر الله تعالى أن يرعى ؛ ووصفهم ثالثا بأنهم يفسدون في الأرض فيتلفون ويسيئون ويهلكون ويخرجون ويبغون . { أولئك هم الخاسرون } أشار إليهم بما يشار به إلى البعيد مع أنهم ذكروا قريبا إشارة إلى بعدهم في الهلاك والضياع وغبنهم أنفسهم ، إذ نقصوها حظها من الفلاح والفوز والنجاة .