تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ} (26)

{ لا يستحي } لا يترك ، أو لا يخشى ، أو لا يمنع ، أصل الاستحياء : الانقباض عن الشيء والامتناع منه خوفاً من مواقعه القبيح .

{ بعوضة } صغار البق لأنها كبعض بقة كبيرة { فما فوقها } ما : صلة ، أو بمعنى الذي ، أو ما بين بعوضة إلى ما فوقها { فوقها } في الكبر ، أو في الصغر . نزلت في المنافقين لما ضرب لهم المثل بالمستوقد والصيب قالوا : الله أعلى أن يضرب هذه الأمثال ، أو ضربت مثلاً للدنيا وأهلها فإن البقة تحيا ما جاعت فإذا شبعت ماتت ، فكذا أهل الدنيا إذا امتلئوا منها أُخذوا . أو نزلت في أهل الضلالة لما ذكر الله تعالى العنكبوت والذباب قالوا ما بالهما يذكران فنزلت . { يضل به كثيرا } بالمثل كثيراً { ويهدي به كثيرا } أو يضل بالتكذيب بالأمثال المضروبة كثيراً ، ويهدي بالتصديق بها كثيراً ، أو حكاه عمن ضل منهم ، ومن اهتدى .