الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (27)

26

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وما يضل به إلا الفاسقين } يقول : يعرفه الكافرون فيكفرون به .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { وما يضل به إلا الفاسقين } يقول : فسقوا فأضلم الله بفسقهم .

وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعد بن أبي وقاص قال : الحرورية هم { الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه } قال : إياكم ونقض هذا الميثاق . وكان يسميهم الفاسقين .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه } قال : إياكم ونقض هذا الميثاق ، فإن الله قد كره نقضه ، وأوعد فيه ، وقدم فيه في آي من القرآن تقدمة ، ونصيحة ، وموعظة ، وحجة . ما نعلم الله أوعد في ذنب ما أوعد في نقض هذا الميثاق . فمن أعطى عهد الله وميثاقه من ثمرة قلبه فليوف به .

وأخرج أحمد والبزار وابن حبان والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " ألا لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له " .

وأخرج الطبراني في الكبير من حديث عبادة بن الصامت وأبي أمامة . مثله .

وأخرج الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر . مثله .

وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم وصححه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " حسن العهد من الإيمان " .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل } قال : الرحم والقرابة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { ويفسدون في الأرض } قال : يعلمون فيها بالمعصية .

وأخرج ابن المنذر عن مقاتل في قوله تعالى { أولئك هم الخاسرون } يقول هم أهل النار .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كل شيء نسبه الله إلى غير أهل الإسلام من اسم . مثل خاسر ، ومسرف ، وظالم ، وفاسق ، فإنما يعني به الكفر ، وما نسبه إلى أهل الإسلام فإنما يعني به الذنب .