تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (8)

{ جاءها } جاء النور الذي ظنه ناراً وقف قريباً منها فوجدها تخرج من شجرة خضراء شديدة الخضرة يقال لها العليق ، لا تزداد النار إلا تضرماً ولا تزداد الشجرة إلا خضرة وحسناً { بُورِكَ } قُدِس " ع " ، أو تبارك ، أو البركة في النار . { النار } نار فيها نور ، أو نور لا نار فيه عند الجمهور { مَن في النار } من : صلة تقديره بوركت النار ، أو بورك النور الذي في النار ، أو بورك الله الذي في النور أو الملائكة ، أو الشجرة لأن النار اشتعلت فيها وهي خضراء لا تحترق . { ومَن حولها } الملائكة ، أو موسى عليه الصلاة والسلام . { وسبحان الله } من كلام الله تعالى لموسى ، أو قاله موسى لما سمع الكلام وفزع استعانة بالله تعالى وتنزيهاً له ، وسمع موسى كلام الله تعالى من السماء عند الشجرة وحكى النقاس أن الله تعالى خلق في الشجرة كلاماً حتى خرج منها فسمعه موسى عليه الصلاة والسلام ولا خبر فيما ذكره من ذلك . قال وهب لم يمس موسى عليه الصلاة والسلام امرأة بعد ما كلمه ربه .