الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (8)

( ص ) : وقوله : { جَاءَهَا } [ النمل : 8 ] .

ضميرُ المفعولِ ، عائدٌ على النَّارِ ، وقيل على الشَّجَرَةِ انتهى . و{ بُورِكَ } معناه : قُدِّسَ ونُمِيَ خَيْرُه ، والبركة ، مختصَّة بالخير .

وقولهِ تعالى : { مَن فِي النار } قال ابنُ عباس : أرادَ النُّورَ ، وقال الحسنُ وابنُ عباس : وأراد ب{ مَنْ حَولَهَا } الملائكةٍ وموسى .

قال ( ع ) : ويُحتمَلُ أن تكونَ { مَنْ } للملائكةِ لأن ذلكَ النورَ الذي حَسِبَه موسى ناراً لم يخْلُ من ملائكة ، { وَمَنْ حَوْلَهَا } لموسَى والمَلائِكَةِ المُطِيفينَ بهِ ، وقرأ أُبَيُّ بنُ كعب «أن بُوركَتِ النَّارُ وَمَنْ حَولَها » .

وقوله تعالى : { وسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العالمين } هو تنزيهٌ للَّه تعالى مما عَسَاهُ أن يَخْطُرَ ببالٍ ؛ وفي معنى النِّداءِ من الشَّجَرَةِ ، أي : هو منزَّه عن جَميعِ ما تَتَوَّهَمهُ الأَوهَامُ وعنِ التَّشبيهِ والتَّكْيِيفِ .