قوله{[51767]} تعالى ذكره{[51768]} : { فلما جاءها نودي أن بورك من في النار }[ 8 ] ، إلى قوله : { فإني غفور رحيم }[ 11 ] ، معناه : فلما جاء موسى النار{[51769]} نودي أن بورك : أي بأنه بورك ، ويجوز أن يكون ( أن ){[51770]} في موضع رفع بنودي{[51771]} ولا يقدر جارا{[51772]} ، ومعنى{[51773]} بورك : قدس أي طهر من في النار ، قاله ابن عباس{[51774]} .
وعن ابن عباس أنه قال{[51775]} : كان نور رب العالمين في الشجرة{[51776]} .
وقال ابن جبير{[51777]} : ناداه وهو في النور .
وقال الحسن{[51778]} : هو النور .
وقال قتادة{[51779]} : نور الله{[51780]} بورك .
وقيل : من في النار : الملائكة ، الموكلون بها ، ومن حولها الملائكة أيضا يقولون : سبحان الله رب العالمين .
وعن مجاهد{[51781]} معناه{[51782]} : بوركت النار . حكاه{[51783]} عن ابن عباس .
قال محمد بن كعب{[51784]} : النار : نور الرحمن ، والنور هو{[51785]} الله سبحان الله رب العالمين .
وقال ابن جبير{[51786]} : النار : حجاب من الحجب وهي التي نودي منها وذكر الحجب : فقال : حجاب العزة ، وحجاب الملك ، وحجاب السلطان ، وحجاب النار ، وحجاب النور ، وحجاب الغمام ، وحجاب الماء .
قال عبد الرحمن بن الحويرث : مكث{[51787]} موسى عليه السلام ، أربعين ليلة لا يراه أحد ، إلا مات من نور رب العالمين . يعني{[51788]} إذ تجلى إلى الجبل .
قال الطبري{[51789]} : إنما{[51790]} قال : بورك من في النار ، ولم يقل : بورك على من في النار ، على لغة الذين يقولون : باركك الله . والعرب{[51791]} تقول : باركك الله ، وبارك عليك ، حكى ذلك الكسائي عن العرب .
وقوله : { ومن حولها }[ 8 ] ، يعني من حول النار من الملائكة . قاله الحسن وغيره{[51792]} .
وقال محمد بن كعب القرطبي{[51793]} : { ومن حولها }[ 8 ] ، يعني موسى والملائكة .
ثم قال تعالى{[51794]} : { وسبحان الله رب العالمين }[ 8 ] ، أي تنزيها لله مما يصفه به الظالمون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.