تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَـٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (157)

{ الأمي } لأنه لا يكتب ، أو لأنه من أم القرى - مكة - أو لأنه من أمة أمية هي العرب . { بالمعروف } بالحق ، لأن العقول تعرف صحته . { المنكر } الباطل لإنكارها صحته . { الطيبات } الشحوم المحرمة عليهم ، أو ما حرمته الجاهلية من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام . { الخبائث } لحم الخنزير والدماء . { إصرهم } العهد على العمل بما في التوراة ، أو تشديدات دينهم كتحريم السبت والشحوم والعروق وغير ذلك . { والأغلال } قوله { غُلّت أيديهم } [ المائدة : 64 ] أو عهده فيما حرمه عليهم سماه غلا للزومه . { وعزّروه } عظّموه ، أو منعوه من عدوه . { النور } القرآن ، يسمون ما ظهر ووضح نوراً . { أُنزل معه } عليه ، أو في زمانه ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " أي الخلق أعجب إليكم إيماناً " ، قالوا : الملائكة ، فقال : " هم عند ربهم فما لهم لا يؤمنون ؟ " ، فقالوا : النبيون ، فقال : " النبيون يوحى إليهم فما لهم لا يؤمنون ؟ " ، قالوا : نحن ، فقال : " أنا فيكم فما لكم لا تؤمنون ؟ " ، قالوا : فمَن ، قال : " قوم يكونون بعدكم فيجدون كتاباً في ورق فيؤمنون به " هذا معنى قوله { واتبعوا النور الذي أُنزل معه } .