تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{۞وَٱكۡتُبۡ لَنَا فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِنَّا هُدۡنَآ إِلَيۡكَۚ قَالَ عَذَابِيٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنۡ أَشَآءُۖ وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ} (156)

{ حسنة } نعمة ، سميت بذلك لحسن وقعها في النفوس ، أو ثناء صالحا ، أو مستحقات الطاعة . { هُدْنا } تُبنا ، أو رجعنا بالتوبة إليك هاد يهود : رجع ، أو تقرَّبنا بالتوبة إليك ، ما له عندي هوادة سبب يقربه { من أشاء } من خلقي ، أو من أشاء في التعجيل والتأخير . { ورحمتي } توبتي ، أو الرحمة خاصة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو تسع رحمته في الدنيا البر والفاجر وتختص في الآخرة بالمتقين قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - { يتقون } الشرك ، أو المعاصي . { الزكاة } من أموالهم عند الجمهور ، أو يتطهرون بالطاعة ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - { فسأكتبها } لما انطلق موسى - عليه الصلاة والسلام - بوفد من بني إسرائيل ، قال الله -تعالى- : قد جعلت لهم الأرض طهورا ومساجد يصلون ومساجد يصلّون حيث أدركتهم الصلاة إلا عند مرحاض ، أو قبر أو حمام ، وجعلت السكينة في قلوبهم ، وجعلتهم يقرءون التوراة عن ظهر قلب ، فذكره موسى عليه الصلاة والسلام لهم فقالوا : لا نستطيع حمل السكينة في قلوبنا فاجعلها في تابوت ، ولا نقرأ التوراة إلا نظرا ، ولا نصلي إلا في الكنيسة ، فقال الله -تعالى- فسأكتبها - يعني السكينة والقراءة والصلاة لمتّبعي محمد صلى الله عليه وسلم .