تفسير الأعقم - الأعقم  
{ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَـٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (157)

{ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } نزلت في المؤمنين لما نزلت الآية المتقدمة قالت اليهود والنصارى : هذه صفتنا ، وقيل : هو من آمن من اليهود مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واختلف العلماء في معنى الأمي فقال ابن عباس : هو نبيكم كان أميّاً لا يقرأ ولم يكتب ، قال الله تعالى : { وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك } [ العنكبوت : 48 ] ، وقيل : منسوب إلى أم القرى أي مكة { الذي يجدونه } أي صفته ونبوته ونعته { مكتوباً عندهم في التوراة والانجيل } وعن عمر بن الخطاب : سألت ابن مالك عن صفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان من علماء اليهود فقال : صفته التي لم تبدل ولم تحول أحمد من ولد اسماعيل بن ابراهيم ، وهو آخر الأنبياء ، وهو النبي العربي الذي يأتي بدين إبراهيم الحنيف ، في عينيه حمرة ، وبين كتفيه خاتم النبوة ، ليس بالقصير ولا بالطويل ، يلبس الشملة ، ويمشي في الأسواق ، ومعه صلاة لو كانت في قوم نوح ما أهلكوا بالطوفان ، ولو كانت في عاد ما أهلكوا بالريح ، ولو كانت في ثمود ما أهلكوا بالصيحة ، مولده بمكة ومنشأه ونبوته ودار هجرته بيثرب وهو أُمِّي لا يكتب بيده ، سلطانه بالشام ، صاحبه من الملائكة جبريل ، وعن كعب في صفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : مولده بمكة وهجرته بيثرب وملكه بالشام وأمته الحامدون يحمدون الله على كل حال يصلون الصلاة حيث أدركتهم ، روي ذلك في الثعلبي { يأمرهم بالمعروف } بالشريعة والسنة { وينهاهم عن المنكر } قيل : هو الكفر والمعاصي { ويحل لهم الطيبات } هو ما حرم عليهم من الأشياء الطيبة من الشحوم وغيرها ، وما طاب في الشريعة ، والحكم مما ذكر اسم الله عليه عند الذبح { ويحرم عليها الخبائث } كل ما يستخبث نحو الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ، وما خبث في الحكم كالربا والرشوة وغيرها من الخبيثة { ويضع عنهم إصرهم } الإصر الثقل الذي يأصر صاحبه ، وقيل : هو العهد بأن يعملوا في التوراة ، وقيل : التشديد الذي كان عليهم في الدين ونحو ذلك من الأفعال الشديدة كقتل النفس وتحريم السيب وتحريم العروق { والأغلال التي كانت عليهم } في شريعتهم الشاقة نحو قطع الأعضاء الخاطئة ، وقرض موضع النجاسة من الجلد ، والقضاء بالقصاص عمداً كان أو خطأ من شرع الدية { فالذين آمنوا به } يعني الذين آمنوا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما جاء به كعبد الله بن سلام وغيرهم من أهل الكتاب { وعزروه } أي عانوه ووقروه { ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه } يعني القرآن