تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبۡلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡهُ بَلَآءً حَسَنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (17)

{ وما رَمَيْتَ } أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب يوم بدر فرماهم بها ، وقال شاهت الوجوه ، فألقى الله -تعالى- القبضة في أبصارهم فشغلوا بأنفسهم وأظهر الله -تعالى- المسلمين عليهم فذلك قوله -تعالى- : { وما رميت } ، أو ما ظفرت إذ رميت ولكن الله -تعالى- أظفرك ، أو { وما رميت } قلوبهم بالرعب إذ رميت وجوههم بالتراب ولكن الله -تعالى- ملأ قلوبهم رعبا ، أو وما رمي أصحابك بالسهام ولكن الله رمى بإعانة الريح لسهامهم حتى تسددت وأصابت أضاف رميهم إليه لأنهم رموا عنه . { بلاء حسنا } الإنعام بالظفر والغنيمة .