المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبۡلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡهُ بَلَآءً حَسَنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (17)

تفسير الألفاظ :

{ وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا } أي وليمنح المؤمنين نعمة عظيمة . وأصل البلاء الاختبار والامتحان ، والاختبار كما يكون بإنزال الشرور يكون بإغداق النعم .

تفسير المعاني :

قوله تعالى : { فلم تقتلوهم }الآية ، تحتاج لبيان ، وذلك أن قريشا لما زحفت لمحاربة المؤمنين في وقعة بدر ، قال رسول الله : هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها يكذبون رسولك ، اللهم إني أسألك ما وعدتني . فلما التقى الجمعان أخذ قبضة من الحصباء فرمى بها في وجوههم قائلا : شاهت الوجوه ، فكان ذلك سبب هزيمتهم . فلما انتهت الوقعة كان الرجل من المؤمنين يقول : قتلت وقتلت ، فنزلت هذه الآية وفيها جواب شرط محذوف تقديره إن افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم أنتم ولكن الله قتلهم ، وأنت يا محمد ما رميت حين رميت ولكن الله رمى .