بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبۡلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡهُ بَلَآءً حَسَنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (17)

قوله تعالى :

{ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } وذلك أن المسلمين كانوا يقولون : قتلنا فلاناً وقتلنا فلاناً . فأراد الله تعالى أن لا يعجبوا بأنفسهم ، فقال : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } يقول : فما قتلتموهم ؛ { ولكن الله قَتَلَهُمْ } ، يعني الله تعالى نصركم عليهم وأمدكم بالملائكة . { وَمَا رَمَيْتَ إذ رميت ولكن الله رمى } ، يعني الله تعالى تولى ذلك . وذلك حين رمى النبي صلى الله عليه وسلم قبضة من التراب ، فملأ الله تعالى أعينهم بها فانهزموا ، قال الله تعالى : { وَمَا رَمَيْتَ } يعني لم تصب رميتك ولم تبلغ ذلك المبلغ ؛ { ولكن الله رمى } الله تعالى تولى ذلك . ويقال : رمى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد بالحربة ، فأصاب أبي بن خلف الجمحي فقتله .

قرأ حمزة والكسائي { ولكن الله رمى } بكسر النون والتخفيف { والله } بالضم ، وكذلك في قوله { ولكن الله قَتَلَهُمْ } وقرأ الباقون بنصب النون مع التشديد ونصب ما بعده .

قال : { وَلِيُبْلِىَ المؤمنين مِنْهُ بَلاء حَسَنًا } ، يعني لينصرهم نصراً جميلاً ويختبرهم بالتي هي أحسن ، ويقال : ولينعم المؤمنين نعمة بينة . { إِنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ، يعني سميع لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وعليم بإجابته .