تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيۡنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٖ} (101)

{ حَوْلكم } حول المدينة ، مزينة وجهينة وأسلم وغفار وأشجع كان فيهم بعد إسلامهم منافقون كما في الأنصار ، وإنما نافقوا لدخول جميعهم تحت القدرة فميزوا بالنفاق وإن عمتهم الطاعة . { مَرَدوا } أقاموا وأصروا ، أو مَرنوا عليه وعتوا فيه { شيطانا مريدا } [ النساء : 117 ] عاتياً ، أو تجردوا فيه وتظاهروا به { لا تَعْلَمهم } حتى نعلمك بهم ، أو لا تعلم عاقبتهم فلا تحكم على أحد بجنة ولا نار . { مرتين } إحداهما بالفضيحة في الدنيا والجزع من المسلمين ، والثانية بعذاب القبر ، أو إحداهما بالأسر والأخرى بالقتل ، أو إحداهما بالزكاة والأخرى أمرهم بالجهاد ، لأنهم يرونه عذاباً لنفاقهم ، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - أو إحداهما عذاب الدنيا والأخرى عذاب الآخرة . { عذاب عظيم } بأخذ الزكاة ، أو بإقامة الحدود في الدنيا ، أو بالنار في الآخرة .