وقوله تعالى : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ ) أخبر أن من حولهم ( مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ) أيضا ( مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ ) فقال بعضهم : المرد في الشيء هو النهاية في الشر . وقال بعضهم : ( مردوا على النفاق ) أي ثبثوا عليه ، وقاموا[ من م ، في الأصل : وداموا ] وقال بعضهم : ( مردوا ) أي عتوا ( على النفاق ) وبالغوا فيه .
أخبر أنهم لشدة مكرهم وخداعهم وعتوهم ( لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) لأن من المنافقين من كان يعرفهم الرسول في لحن القول ، ومنهم من كان يعرفهم في ضلاله كقوله : ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى )[ النساء : 142 ] ، ومنهم من كان يعرف نفاقه في تخلفه عن رسول الله ؛ يعني عن الغزو . فأخبر عز وجل أن هؤلاء لشدة عتوهم ومكرهم وفضل خداعهم لا تعرف نفاقهم ، نحن نعرف نفاقهم .
ثم أخبر أنه يعذبهم مرتين ؛ قال بعضهم : القتل والسبي ، وعن الحسن [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : عذاب في الدنيا وعذاب في القبر ، وقال بعضهم : يعذبهم بالجوع مرتين . وقال أبو بكر الأصم : قوله ( سيعذبهم مرتين ) القتل والسبي قبل الموت ، و العذاب الآخر يعذبون في القبر ( ثم يردون إلى عذاب عظيم ) .
ويشبه أن يكون تعذيبه إياهم مرتين [ حين أمروا بالإنفاق ][ في الأصل وم : حيث أخذوا بالانفاق ] على المؤمنين ، وبينهم وبين المؤمنين عداوة ، وأمروا أيضا بالقتال مع الكفار ، وهم أولياؤهم . هذا أحد العذابين لأنهم أمروا بالإنفاق على أعدائهم ، وأمروا أيضا أن يقاتلوا أولياءهم . والعذاب الثاني : القتل في القتال .
فإن قيل : لم يذكر أن منافقا قتل قبل : لم يذكر لعلة أنهم كانوا لا يعرفونهم لقوله : ( لا تعلمهم ) إذا لم يعرفوا [ فكيف يقتلون ][ في الأصل وم : فيقتلون ] كما يُقتَل غيرهم من المؤمنين ؟ والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.