ثم عاد إلى شرح أحوال المنافقين فقال : { وممن حولكم } هو خبر و{ من الأعراب } بيان أو حال و{ منافقون } مبتدأ { ومن أهل المدينة } عطف على الخبر أو خبر لمبتدأ آخر بناء على أن التقدير ومن أهل المدينة قوم { مردوا } التركيب يدل على الملابسة والبقاء على هيئة واحدة من ذلك «صرح ممرد » و«غلام أمرد » و«أرض مرداء » لا نبات فيها وتمرد إذا عتا فإن من لم يقبل قول غيره ولم يلتفت إليه بقي كما كان على هيئته الأصلية من غير تغير . فمعنى مردوا على النفاق تمهروا وتمرنوا وبقوا عليه حذاقاً معوّدين إلى حيث لا تعلم أنت نفاقهم مع وفور حدسك وقوة ذكائك . ثم قال { سنعذبهم مرتين } قال ابن عباس : هما العذاب في الدنيا بالفضيحة والعذاب في القبر . روى السدي عن أبي مالك أنه صلى الله عليه وسلم قام خطيباً يوم الجمعة فقال : اخرج يا فلان إنك منافق ، اخرج يا فلان إنك منافق ، حتى أخرج ناساً وفضحهم . وقال مجاهد : هما القتل السبي وعذاب القبر . وقال قتادة : بالدبيلة وعذاب القبر . وقال محمد بن إسحاق : هو ما يدخل عليهم من غيظ الإسلام والمسلمين ثم عذابهم في القبور . وقال الحسن : بأخذ الزكاة من أموالهم وبعذاب القبر . وقيل : أحد العذابين ضرب الملائكة والوجوه والإدبار والآخر عند البعث يوكل بهم عنق من نار . { ثم يردون إلى عذاب عظيم } هو الدرك الأسفل من النار . قال الكلبي : وممن حولكم جهينة ومزينة وأشجع وأسلم وغفار ، ومن أهل المدينة عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير وأبو عامر الراهب وأضرابهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.