غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيۡنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٖ} (101)

100

ثم عاد إلى شرح أحوال المنافقين فقال : { وممن حولكم } هو خبر و{ من الأعراب } بيان أو حال و{ منافقون } مبتدأ { ومن أهل المدينة } عطف على الخبر أو خبر لمبتدأ آخر بناء على أن التقدير ومن أهل المدينة قوم { مردوا } التركيب يدل على الملابسة والبقاء على هيئة واحدة من ذلك «صرح ممرد » و«غلام أمرد » و«أرض مرداء » لا نبات فيها وتمرد إذا عتا فإن من لم يقبل قول غيره ولم يلتفت إليه بقي كما كان على هيئته الأصلية من غير تغير . فمعنى مردوا على النفاق تمهروا وتمرنوا وبقوا عليه حذاقاً معوّدين إلى حيث لا تعلم أنت نفاقهم مع وفور حدسك وقوة ذكائك . ثم قال { سنعذبهم مرتين } قال ابن عباس : هما العذاب في الدنيا بالفضيحة والعذاب في القبر . روى السدي عن أبي مالك أنه صلى الله عليه وسلم قام خطيباً يوم الجمعة فقال : اخرج يا فلان إنك منافق ، اخرج يا فلان إنك منافق ، حتى أخرج ناساً وفضحهم . وقال مجاهد : هما القتل السبي وعذاب القبر . وقال قتادة : بالدبيلة وعذاب القبر . وقال محمد بن إسحاق : هو ما يدخل عليهم من غيظ الإسلام والمسلمين ثم عذابهم في القبور . وقال الحسن : بأخذ الزكاة من أموالهم وبعذاب القبر . وقيل : أحد العذابين ضرب الملائكة والوجوه والإدبار والآخر عند البعث يوكل بهم عنق من نار . { ثم يردون إلى عذاب عظيم } هو الدرك الأسفل من النار . قال الكلبي : وممن حولكم جهينة ومزينة وأشجع وأسلم وغفار ، ومن أهل المدينة عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير وأبو عامر الراهب وأضرابهم .

/خ110