تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (118)

{ وعلى الثلاثة } وتاب على الثلاثة . { خُلِّفوا } عن التوبة فأخرت توبتهم حتى تاب الله – تعالى - على الذين ربطوا أنفسهم مع أبي لبابة ، أو خلفوا عن بعث الرسول صلى الله عليه وسلم . { ضاقت عليهم الأرض } لامتناع المسلمين من كلامهم . { وضاقت عليهم أنفسهم } بما لقوه من جفوة الناس { وظنوا } أيقنوا أنهم لا يلجؤون في قبول توبتهم والصفح عنهم إلا إلى ربهم ، ثم تاب عليهم بعد خمسين ليلة من مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم { ليتوبوا } ليستقيموا ، لأن توبتهم قد تقدمت " ع " وامتحنوا بذلك إصلاحاً لهم ولغيرهم .