المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (118)

تفسير المعاني :

وتاب على الثلاثة الذين تخلفوا عن السفر مع النبي في تلك الغزوة ، فإنهم رأوا من شدة الندم ما لا يمكن وصفه ، حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، أي على رحبها ، بسبب إعراض الناس عنهم ، وضاقت عليهم أنفسهم من فرط الوحشة والغم ، واعتقدوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ، تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم .

نقول : لقد بلغ من ضيق هؤلاء الثلاثة أن أحدهم شد نفسه على سارية المسجد حالفا أنه لا ينزل حتى يتوب الله عليه أو يموت فمكث على تلك الحالة سبعة أيام ثم تاب الله عليه .