مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلۡمَآءِ بَشَرٗا فَجَعَلَهُۥ نَسَبٗا وَصِهۡرٗاۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرٗا} (54)

قوله تعالى : { وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا }

واعلم أن هذا هو ( النوع الخامس من دلائل التوحيد ) وفيه بحثان :

الأول : ذكروا في هذا الماء قولين : أحدهما : أنه الماء الذي خلق منه أصول الحيوان ، وهو الذي عناه بقوله : { والله خلق كل دابة من ماء } والثاني : أن المراد النطفة لقوله : { خلق من ماء دافق } ، { من ماء مهين } .

البحث الثاني : المعنى أنه تعالى قسم البشر قسمين ذوي نسب ، أي ذكورا ينسب إليهم ، فيقال فلان بن فلان ، وفلانة بنت فلان ، وذوات صهر ، أي إناثا يصاهرن ونحوه ، قوله تعالى : { فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى } ، { وكان ربك قديرا } حيث خلق من النطفة الواحدة نوعين من البشر الذكر والأنثى .