البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلۡمَآءِ بَشَرٗا فَجَعَلَهُۥ نَسَبٗا وَصِهۡرٗاۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرٗا} (54)

الصهر ، قال الخليل : لا يقال لأهل بيت المرأة إلاّ أصهار ، ولأهل بيت الرجل إلاّ أختان ، ومن العرب من يجعلهم أصهاراً كلهم .

والظاهر عموم البشر وهم بنو آدم والبشر ينطلق على الواحد والجمع .

وقيل : المراد بالنسب آدم وبالصهر حواء .

وقيل : النسب البنون والصهر البنات و { من الماء } إما النطفة ، وإما أنه أصل خلقة كل حي ، والنسب والصهر يعمان كل قربى بين آدميين ، فالنسب أن يجتمع مع آخر في أب وأم قرب ذلك أو بعد ، والصهر هو نواشج المناكحة .

وقال عليّ بن أبي طالب النسب ما لا يحل نكاحه والصهر قرابة الرضاع .

وعن طاوس : الرضاعة من الصهر .

وعن عليّ : الصهر ما يحل نكاحه والنسب ما لا يحل نكاحه .

وقال الضحاك : الصهر قرابة الرضاع .

وقال ابن سيرين : نزلت في النبيّ صلى الله عليه وسلم وعليّ لأنه جمعه معه نسب وصهر .

قال ابن عطية : فاجتماعهما وكادة حرمة إلى يوم القيامة .

{ وكان ربك قديراً } حيث خلق من النطفة الواحدة بشراً نوعين ذكراً وأنثى .