التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{۞يَوۡمَ تَأۡتِي كُلُّ نَفۡسٖ تُجَٰدِلُ عَن نَّفۡسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (111)

قوله : ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ) ( يوم ) منصوب برحيم ، ولا يلزم من ذلك تقييد رحمته بالظرف ؛ لأن الله يرحم في هذا اليوم وفي كل الأيام . وقيل : منصوب بفعل محذوف تقديره : واذكر{[2622]} يوم تأتي كل نفس تخاصم عن نفسها وتحاجّ عنها ، وتسعى جاهدة في خلاصها . وحينئذ لا يعبأ كل إنسان إلا بنفسه فلا يهمه غيره البتة ، ولا يبرح حينئذ القول : نفسي نفسي ( وتوفى كل نفس ما عملت ) ، أي : يوفى كل امرئ ما أسلف في دنياه من طاعة ومعصية ، أو من خير وشر ؛ فلا يجزي إلا ما يستحقه من الجزاء ، ( وهم لا يظلمون ) لا يحيق بهم أيما ظلم ، ولا يبخس المحسنون من أجورهم شيئا{[2623]} .


[2622]:- الدر المصون جـ7 ص 293 وتفسير النسفي جـ2 ص 301.
[2623]:- تفسير النسفي جـ2 ص 301 وتفسير البيضاوي ص 367 وتفسير الطبري جـ14 ص 123- 125.