مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞يَوۡمَ تَأۡتِي كُلُّ نَفۡسٖ تُجَٰدِلُ عَن نَّفۡسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (111)

{ يَوْمَ تَأْتِي } ، منصوب ب : { رحيم } أو ب : «اذكر » { كُلُّ نَفْسٍ تجادل عَن نَّفْسِهَا } ، وإنما أضيفت النفس إلى النفس ؛ لأنه يقال لعين الشيء وذاته نفسه ، وفي نقيضه غيره ، والنفس الجملة كما هي ، فالنفس الأولى هي الجملة ، والثانية عينها وذاتها فكأنه قيل : يوم يأتي كل إنسان يجادل عن ذاته لا يهمه شأن غيره كلٌّ يقول : نفسي نفسي . ومعنى المجادلة عنها الاعتذار عنها ، كقولهم : { هَؤُلاء أَضَلُّونَا } [ الأعراف : 38 ] ، { ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا } [ الأحزاب : 67 ] الآية ، { والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 23 ] ، { وتوفى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ } ، تعطى جزاء عملها وافياً ، { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } في ذلك .