التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَءَاتَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (122)

قوله : ( وآتيناه في الدنيا حسنة ) ، هذا النبي العظيم المفضال قد أوتي في هذه الدنيا حسنة تميزه عن غيره من الناس والنبيين . وفي حقيقة هذه الحسنة تفضيل ، وجملته : أنها الذكر الحسن والثناء الجميل على مر الأيام والأزمان ، فأكثر الخلق يقرون بنبوته . وتحقيق الكلام في ذلك أن الله أجاب دعوته : ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) ، وقيل : آتاه الله الولد الطيب الصالح ففي ذريته النبوة والرسالة . وقيل : يراد بها الصلاة عليه ؛ فقد جعلت مقرونة بالصلاة على محمد ( ص ) وذلك قول المصلي المسلم : " كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم " وقيل : غير ذلك من عظيم الخصال . قوله : ( وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) ، إن إبراهيم يوم القيامة مع الصالحين أولي الدرجات العُلا والمنازل الرفيعة في الجنة . وفي ذلك تنبيه على دعائه المستجاب : ( رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ) ، فجعله الله من الصالحين .