التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي  
{وَءَاتَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (122)

{ وَآتَيْنَاهُ فِي الدنيا حَسَنَةً } ، أي : وجمعنا له خير الدنيا من كل ما يحتاج المؤمن إليه ليحيا حياة طيبة ، كهدايته إلى الدين الحق ، ومنحه نعمة النبوة ، وإعطائه الذرية الصالحة ، والسيرة الحسنة ، والمال الوفير .

وقد أشار القرآن الكريم إلى جانب من هذه النعم ، كما في قوله - تعالى - : { واجعل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخرين } ، وكما في قوله - تعالى - : { فَلَمَّا اعتزلهم وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً . . } . { وَإِنَّهُ فِي الآخرة لَمِنَ الصالحين } ، أي : وإنه في الدار الآخرة لمندرج في عباد الله الصالحين ، الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، والذين كانت لهم جنات الفردوس نزلا .