الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَءَاتَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (122)

ثم قال تعالى : { وآتيناه في الدنيا حسنة } [ 122 ] .

أي : ذكر [ ا{[40079]} ] جميلا حسنا باقيا على الأيام { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } [ 122 ] أي : أنه في الآخرة لمن صلح أمره وشأنه عند الله [ عز وجل{[40080]} ] وحسنت منزلته .

وقيل : معناه ، وأنه في ثواب الآخرة/لمن الصالحين لأن الآخرة ليست بدار عمل إنما هي دار جزاء . فالمعنى : أنه وإن أعطي أجره في الدنيا ، فإنه في الآخرة على مثل ثواب الصالحين ، لا ينقصه من ثوابه شيء لأجل إيتائه أجره في الدنيا .

وقيل في الآية : تقديم وتأخير ، والتقدير{[40081]} : وآتيناه أجره في الدنيا والآخرة وإنه لمن الصالحين . [ و{[40082]} ] في هذا القول : بعد{[40083]} ، لأن ما{[40084]} بعد [ إن{[40085]} ] لا يقوى بها التقديم وما بعد : " إن " منتظر [ لما{[40086]} ] لم يكن ، وما قبلها قد كان ووقع فلا يدخل أحدهما في الآخر{[40087]} .

وقيل المعنى : وأنه في أجر{[40088]} الآخرة والعمل لها لمن الصالحين . وهذا : قول صالح حسن .

قال مجاهد : الحسنة هنا لسان صدق{[40089]} . وقال قتادة : الحسنة أنه ليس أهل دين ألا يتولاه ويرضاه{[40090]} .


[40079]:ساقط من ق.
[40080]:ساقط من ق.
[40081]:ق : "التقديم".
[40082]:ساقط من ط.
[40083]:ط: "تعد".
[40084]:ق: "ما ما".
[40085]:ساقط من ط.
[40086]:انظر: المصدر السابق.
[40087]:ق: "الأخوة".
[40088]:ط: "أمر".
[40089]:انظر: قوله في تفسير مجاهد 427 وجامع البيان 14/193 والدر 5/176.
[40090]:انظر: قوله في جامع البيان 14/193، والدر 5/177.