فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَءَاتَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (122)

{ وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ( 122 ) }

{ وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً } ، أي : خصلة حسنة أو حالة حسنة ، قيل : هي الولد الصالح ، وقيل : الثناء الجميل ، وقيل : النبوة ، وقيل : الصلاة منا عليه في التشهد ، وقيل : لسان الصدق ، وقيل : القبول العام في جميع الأمم ؛ فإنه يتولاه جميع أهل الأديان ويثنون عليه ، ولا يكفر به أحد ، ورزقه أولادا طيبة وعمرا طويلا في السعة والطاعة ، ولا مانع أن يكون ما آتاه الله شاملا لذلك كله ، ولما عداه من خصال الخير ، وفيه التفات عن الغيبة ونكتة الالتفات زيادة الاعتناء بشأنه عليه السلام .

{ وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } ، أي : في أعلى مقاماتهم في الجنة ، وقيل : من بمعنى مع ، وهذا حسبما وقع منه السؤال لربه حيث قال : { وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم } ، اللهم إني أسألك أن تجعلني ممن يصدق عليه هذا الدعاء ، وإني من ذرية خليلك إبراهيم ، وما ذلك عليك بعزيز ، وآتني في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقني عذاب النار ، إنك أنت التواب الرحيم .