التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَـٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ} (32)

قوله تعالى : { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ( 32 ) لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق ( 33 ) } .

اسم الإشارة ( ذلك ) في موضع رفع مبتدأ ؛ أي ذلك أمر الله . وقيل : في موضع رفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف . والشعائر ، في الأصل بمعنى العلامات أو المعالم التي تعرف بها الأشياء ، وواحدتها شعيرة ، وهي العلامة التي تشعر بما جعلت له . وإشعار البدن هو أن تعلّم بما يشعر أنها هدي .

والمراد بالشعائر هنا على أقوال : منها : أنها مناسك الحج كعرفة والمزدلفة والصفا والمروة ورمي الجمار .

ومنها : أنها أوامر الله وهي اتباع طاعته واجتناب معصيته .

ومنها : أنها البدن ، أو الهدايا التي يسوقها الحاج للحرم ؛ لأنها من معالم الحج . وتعظيمها ، معناه استحسانها واستسمانها ؛ إذ يختارها صاحبها عظام الأجرام حسانا سمانا غالية الأثمان ؛ ليكثر الانتفاع بها . وقيل : المراد بشعائر الله هذه الوجوه كلها . وعلى الخصوص ، الهدايا أو البدن .

قوله : ( فإنها من تقوى القلوب ) الضمير عائد على الشعائر ؛ أي أن تعظيم هذه الشعائر من التقوى الذي تفيض به القلوب . ذلك أن القلوب مستقر التقوى وهو الخوف والخشية من الله . وفي الحديث الصحيح : " التقوى ههنا " وأشار إلى صدره .