تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَـٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ} (32)

الآية 32 : وقوله تعالى : { ذلك } هو ما ذكرنا في قوله : { هذا وإن للطاغين لشر مآب } [ ص : 55 ] [ وقوله ] {[13037]} : { وإن للمتقين لحسن مآب } [ ص : 49 ] .

وقوله تعالى : { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } تأويله ، والله أعلم ، أن{[13038]} من يعظم شعائر الله بالجوارح ، فذلك التعظيم من تقوى القلوب . وهكذا الأمر الظاهر في الناس أنه إذا كان في القلب شيء من تقوى أو خير ظهر ذلك في الجوارح . وكذلك الشر أيضا إذا كان في القلب ظهر في الجوارح .

وقوله تعالى : { حرمات الله } وقوله{[13039]} : { شعائر الله } قال بعضهم : هما واحد ، وهي المناسك . وقال بعضهم : الحرمات هي جميع محارم الله ومعاصيه يَتَّقيها تعظيما لها . وقد ذكرنا تأويل { شعائر الله } في سورة المائدة{[13040]} .

[ وقوله تعالى : { سحيق } بعيد ] {[13041]} يقال : سحق المكان يسحق سحقا فهو سحيق إذا بعد . والسحق أيضا الشيء الخلق ؛ يقال : أسحق الثوب . وسحق يسحق ، وسحق{[13042]} يسحق [ سحقا ، والسحوق : ]{[13043]} النخلة الطويلة وقوله تعالى : { أو تهوي به الريح } أي تذهب به ؛ هوى يهوي هويا{[13044]} أي ذهب بنفسه .


[13037]:ساقطة من الأصل و م.
[13038]:في الأصل و م: أي.
[13039]:في الأصل و م: و.
[13040]:في الآية الثانية.
[13041]:السحيق هو المكان البعيد.
[13042]:في الأصل و م: وأسحق.
[13043]:في الأصل: والسحق، في م: و السحوق.
[13044]:في الأصل و م: هواء.